ممّا لايختلف فيه اثنان ، ولاينكره منصفان بل وحتى عدوّان حاقدان محاربان ، أن الجهاد بمغرب الإسلام قد انتقل نقلة مباركة من حيث التوسع والانتشار ، و التكتيك والأهداف ، والكمّ والنوع ، والضبط والإتقان ، والمصداقية والإعلام ، و تجاوز العقبات وكسر المعوّقات ، وغير ذلك من البشائر والمسرات التي أقضّت مضاجع المرتدين، وحيّرت أبواقهم الناعقين، وأثلجت صدور المؤمنين ، وأفعمت بالغبطة والسرور قلوب الموحدِّين .
وكان حقا علينا نصر المؤمنين
وعملا بقوله تعالى " فأما بنعمة ربك فحدث "
أهدي لأحبتي هذا العمل المتواضع ، إبرازا لنعمة الظفر والانتصار التي أغدقها الله على عباده من المهاجرين والأنصار .
وأسأل الله أن يكون هذا العمل سببا لشحذِ طاقات نفوسنا ، ورفعِ ماخَارَ من هِمَمِنَا .